آخر الأحداث والمستجدات
المركب الثقافي الكبير لمكناس، مشروع على الورق ينتظر التنزيل على الواقع
في خطوة ترمي إلى إنعاش المجال الثقافي و الفني بالعاصمة الإسماعيلية مكناس عمد مجموعة من شباب المدينة المنتمين لعديد جمعيات حقوقية و تنموية و مسرحية تعنى بمشاكل الشباب و اهتماماته، إلى تبني فكرة أحد المشاريع التنموية من خلال إنشاء أحد المركبات الثقافية بالمدينة.
المشروع و الذي تمت تسميته ب "المركب الثقافي الكبير" تبنت ملفه في أول خطوة جمعيتان من جمعيات المجتمع المدني بمكناس و التي تنشط بشكل كبير في الكثير من الانشطة الثقافية، و هما الجمعية المغربية للفنون الركحية والبصرية و جمعية أمل شباب المغرب للرقص الحضري الحر، مع ترك مجال المساندة مفتوحا أمام باقي الأطراف الجمعوية بالمدينة لتقوية المطلب الاجتماعي في إنشاء هذا المركز الثقافي الذي سيكون بمثابة قاعدة أساسية و مميزة تكون الرابط المشترك بين جميع المهتمين لجعل مكناس بوابة فنية راقية على المستوى المحلي و الوطني و العالمي كذلك، بحكم ما تحتويه من طاقات فنية و شبابية واعدة في شتى مجالات الرقي الثقافي، و هي الطاقات التي دائما ما تصطدم بفقر المعدات و الإمكانيات بالمدينة.
و لأجل ان تكون فكرة المشروع قائمة على أساس دراساتي بعيدا عن الأماني الغير القريبة من الواقع قامت الجمعيتان المذكورتان من خلال اطرها المحترفة في المجال الفني و المشهود لها بالكفاءة الفنية و الباع الطويل و التجربة الكبيرة على المستوى المحلي و الاقليمي و الوطني، على وضع دراسة شمولية لكل مفاصل المشروع بدءا من أول خطوة و التي تهم الموقع الجغرافي للمركب و كذا استراتيجية تمويل بناء المشروع و مرورا بتفاصيل كافة المرافق التي سيحتويها و الغرض من انشائها، دون إغفال الخطط المستقبلية لاستمرارية المشروع من خلال البحث عن موارد قارة تكون بمثابة منابع لتمويل المشروع على المستوى المتوسط و البعيد.
ملف المشروع و الذي تم تقديمه رسميا منذ ما يقرب أسبوعين من طرف الحاملين له للجهات المعنية بتنمية المدينة، وذلك إثر الاجتماع الذي دعى إليه السيد: أحمد الموساوي والي جهة مكناس تافيلالت وعامل عمالة مكناس ، رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي حث فيه الجمعيات الحاضرة على ضرورة الاجتهاد والعمل على تقديم مشاريع مهمة تخدم المدينة والاقليم ، وتخدم كذلك أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذلك المجلس الجماعي لمكناس، باعتباره صاحب الأرض الذي يعول عليه كذلك بالمساهمة الكبيرة في المشروع، حيث شرع أعضاء الجمعيتين الحاملتين للمشروع في الاتصال المباشر مع مجموعة من المستشارين الجماعيين على اختلاف انتماءاتهم وتمثيلياتهم ، لتوضيح فكرة المشروع ، وكذلك فتح ورش للنقاش حول توسيع الرؤى والأفكار المرتبطة به في انتظار، تقديمه كذلك قصد المساهمة لكل من، مجلس جهة مكناس تافيلالت، والمجلس الإقليمي لمكناس، المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة مكناس تافيلالت، بصفتهم الشركاء الرئيسيين و المساهمين الأساسيين لتمويل المشروع الكبير، خصص له كمقترحين بقعتان أرضيتان من الملك الجماعي للمدينة و اللذان يتموقعان بأحد أبرز الشوارع الكبرى بالمدينة، الأول بجانب مقر الجماعة الحضرية لمكناس بشارع الجيش الملكي(....)، و الثاني قرب الباب التاريخي باب بوعماير في الأرض المجاورة للعين الصافية(...).
المشروع و بالإضافة للجهات الحكومية التي ستساهم في انشائه بنسبة قد تفوق ال 80% ، سيعول كذلك فيه على مساهمة العديد من الشركاء الخواص الذين سيدفعون بدورهم من أجل اخراج المشروع في أبهى حلة، تجعله منارة إشعاع ثقافي للمغرب.
أما عن مرافق المشروع فقد تم تقسيمها بشكل روعي فيه التنوع الثقافي و المهني الفني و التوسع الإبداعي لدى جميع الأطياف و الأنواع الفنية محلية كانت أو إقليمية أو وطنية بل و حتى دوليا، و ذلك من خلال تقسيمها على خمسة محاور أساسية تأتي على الشكل التالي:
المحور الأول – فضاء العروض و التداريب:
و يضم:
· قاعة كبيرة للعروض الفنية و هي قاعة العرض الرئيسية للمشروع يتم تجهيزها بآخر التقنيات الحديثة.
· رواق فني يخصص كمعرض للأعمال الفنية و التشكيلية.
· قاعة متوسطة للعروض والندوات الثقافية والفنية، تخصص للعروض الخاصة و الصغيرة.
· أستوديو متكامل للتسجيلات الصوتية المونتاج والإنتاج السينمائي المصور.
· قاعة للرقص بجميع انواعه مع توفير مدربين متخصصين.
· قاعة للموسيقى تكون فضاء خصبا لتلاقح التجارب في المجال.
· مجموعة من قاعات للتداريب تكون بمثابة فضاءات مفتوحة طيلة أيام الأسبوع للفرق الراغبة في تحضير أعمالها الفنية على أن تكون هذه القاعات غير خاضعة لمواقيت العمل الإداري الذي غالبا ما تكون معوقا أمام الفرق الشابة التي تكون محاصرة بتوقيت حصصها المدرسية أو الجامعية.
المحور الثاني – المقهى الأدبي و التربوي:
و هو فكرة نموذجية ترمي لتحويل المقهى من مفهومه "النميمي" إلى مفهوم تربوي تثقيفي تعليمي، حيث سيحتوي على:
· مقهى أدبي، يكون بمثابة متنفس ثقافي بعيدا عن تعقيدات قاعات المؤتمرات و الندوات و هو بالتالي مجال خصب لجميع المتتبعين و المحترفين والهاوين لتوسيع و تبسيط طاولة النقاشات الفنية.
· قاعةالإعلاميات، التي أصبحت تفرضها و بقوة واقعية المجتمعات الإلكترونية من أجل جلب قاعدة أكبر و أوسع للجمهور الذي يفضل التواصل فنيا عبر الشبكة العنكبوتية المجتمعية.
· مكتبة عمومية يتم الاستفادة من خدماتها من طرف جميع الفئات العمرية بالمنطقة و ذلك للمساهمة في نشر الوعي بالقراءة و الزيادة فيه.
· قاعةللاجتماعات، و هي القاعة الرئيسية لعقد اللقاءات و المنتديات الثقافية و الاجتماعات الإدارية سواء منها المغلقة اوالمفتوحة.
المحور الثالث - فضاءالإقامةوالاستقبال:
و يعتبر من أهم المرافق في المشروع، بسبب الضرورة الملحة لتامين الإقامة خصوصا عندما يتعلق الامر بدعوة الفرق الوطنية و الدولية القادمة من خارج المدينة للمشاركة في التظاهرات الفنية المنظمة، حيث سيتكون هذا الفضاء من:
· غرف للنوم بسعة 60 سرير.
· غرف خاصة بالضيوف المميزين وكبارالشخصيات الفنية والثقافية.
· صالة للاستقبال.
· مطعم ومقهى خاص بالضيوف.
· مرافق صحية وحمامات.
المحور الرابع – الفضاء التجاري:
و الذي يمكن الاصطلاح عليها أيضا بالفضاء التمويلي لمشروع المركب الكبير، حيث سيتم تخصيص بعض من واجهة المركب و جنباته و خلفيته و مساحته التحت أرضية لمشاريع خاصة و أنشطة تجارية تمنح للراغبين في استغلالها مقابل مبالغ كرائية مشجعة، تكون هي المصدر الرئيس لتمويل الاحتياجات المالية لأنشطة المركب، بشرط ان تكون أنشطة المستفيدين من الفضاءات التجارية منحصرة في المجالات التي لا تضيع جمالية المركب الكبير، و كمثال على ذلك:
· مطاعم ومقاهي
· وكالات و إدارات خاصة
المحور الخامس – الفضاء الإداري:
و سيحتوي على المكاتب الرئيسية للهيئة الإدارية للمركب الكبير و مكاتب كل من الإدارة العامة و مصلحة الموارد البشرية و الأمانة المالية و مكتب الدراسات و الاستراتيجيات و البرمجة الفنية و مكتب مخصص للإرشادات و الاقتراحات ...
المحور السادس – فضاءات خضراء:
و يضم مساحات خضراء و حديقة كبيرة تضفي جمالية و رونق على المركب تكون بمثابة المتنفس الإيكولوجي للمركب، و التي سيتم استغلالها أيضا كفضاء للقيام بورشات فنية و كذلك انشاء منصة تخصص لإقامة سهرات موسيقية و مسرحية و كذلك عروض سينمائية في الهواء الطلق.
الكاتب : | المهدي حميش |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-04-10 23:15:45 |